قوله تعالى: {ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا 70 يوم ندعو كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرءون كتابهم ولا يظلمون فتيلا 71 ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا 72}
  أحدها: أنه ذكر التفضيل فبين أن ذلك التفضيل إنما يكون يوم ندعوا من استحقاق المهتدي بهداتهم، عن علي بن عيسى.
  وقيل: ذكر اللَّه تعالى فيما تقدم من آمن وشكر، ومن جحد وكفر، ثم بين في هاتين الآيتين ما أعد للفريقين من ثواب وعقاب، وأنه يعطيهم ذلك على ما هو مكتوب في كتبهم، عن أبي مسلم.
  وقيل: لما ذكر نعمه عليهم في الدنيا عقب بذكر نعمه عليهم في الآخرة.
  · المعنى: ثم عطف على ما تقدم من النعم نعماً أخرى، فقال سبحانه: «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ» أي: أكرمناهم بإنعامنا عليهم بأنواع النعم.
  ومتى قيل: لم أطلق وفيهم الكافر المهين؟
  قيل: معناه أكرمناهم بالإنعام في الدنيا كالصور الحسنة، وتسخير الأشياء لهم، وبعث الرسل إليهم، عن الأصم.
  وقيل: عاملناهم معاملة المكرم بالنعمة على المبالغة في الصفة.
  وقيل: أجريت الصفة على الجميع من أجل من فيهم كقوله: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ}[ال عمران: ١١٠].