قوله تعالى: {ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا 70 يوم ندعو كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرءون كتابهم ولا يظلمون فتيلا 71 ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا 72}
  واختلفوا فيما أكرموا به، قيل: لأنه يأكل بيديه وغيرهم بفمه، عن ابن عباس بخلاف، وقيل: بالعقل، عن ابن عباس، والأصم. وقيل: بالأصابع يعملون بها ما يشاءون، وقيل: بالنظر والتمييز، عن الضحاك. وقيل: بتعديل القامة وامتدادها، عن عطاء. وقيل: بحسن الصورة، عن يمان. وقيل: بأن جعل محمداً صلى اللَّه عليه منهم، عن محمد بن كعب. وقيل: بتسليطهم على غيرهم وتسخير سائر الحيوانات لهم، عن ابن جرير. وقيل: لأنهم يعرفون اللَّه ويأتمرون بأمره، وقيل: بالخط والكتابة، وقيل: بالرسل والخطاب، وقيل: بجميع ذلك وغيره من النعم التي خصوا بها، وهو الوجه.
  «وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ» أما في البر على ظهور الدواب، وأما في البحر على السفن، وذلك نعم يختص بها بنو آدم «وَرَزَقْنَاهُمْ» أعطيناهم «مِنَ الطَّيِّبَاتِ» قيل: أراد المطاعم فجعل لهم الأطيب من كل شيء، وما لا يستلذونه فهو لغيرهم، وقيل: الطيبات كسب الرجل بيديه من وجه حلال «وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا» قيل: على الجن، وفائدة التخصيص أن الملائكة أفضل من بني آدم، وقيل: المراد على جميع من خلقنا، فوضع الكثير موضع الكل، كقوله: