التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا 70 يوم ندعو كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرءون كتابهم ولا يظلمون فتيلا 71 ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا 72}

صفحة 4265 - الجزء 6

  ولئلا يفتضح أولاد الزنا، والأوجه ما قاله أبو عبيدة وأبو علي أنه يدعى بمن يقتدى به.

  ومتى قيل: كيف يدعى؟

  قلنا: يقال: هاتوا متبعي محمد، هاتوا متبعي إبراهيم، فيقوم أهل الحق، ثم يقال: هاتوا متبعي الشيطان، هاتوا متبعي الطغاة فيقومون، وكذلك يدعى كل متبع لمحق أو لمبطل بمن يتبعه ويقتدي به حثاً لنا على اتباع أئمة الحق لا المبتدعة وأئمة الضلال.

  «فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ» يعني صحائف أعمالهم «فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا» أي: لا يبخسون حقهم بل يوفر عليهم جزاء أعمالهم كاملاً «فَتِيلًا» قيل: هو المفتول الَّذِين بين شق النواة، عن الحسن وغيره. وإنما المراد به لا يبخس حقه وإن قلَّ «وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى» قيل: هذه إشارة إلى ما تقدم ذكره من النعم، أي: في هذه النعم التي عددناها، عن ابن عباس. وقيل: في هذه الدنيا وأمورها، والمعنى من كان في هذه الدنيا عن قدرة اللَّه وآياته واعتقاد