قوله تعالى: {وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا 73 ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا 74 إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا 75}
  ثقيف، وقيل: طرد الفقراء، وقيل: أراد أن لا يعيب آلهتهم في كل هذه الوجوه هم أرادوا منه ذلك، فأما هو فما أراد ولا همَّ ولا وقع ولا قرب منه، ولم يضف اللَّه تعالى إليه شيئاً من ذلك بل أضاف إليهم، وهو معصوم لا يأتي بما هو معصية ولا يهمّ بذلك «لِتَفْتَرِيَ عَلَينَا غَيرهُ» أي: يصرفونك عن القرآن لتخلق علينا الكذب فتقول على اللَّه تعالى ما لم يقله، وقيل: لتخبر الناس عن حكمه في المشركين عندما أوحينا إليك، عن الأصم. «وَإذاً لاتخَذُوكَ خَلِيلاً» يعني: لو فعلت ما دعوك إليه لاتخذوك خليلاً من الخلة التي هي المودة، وقيل: هي من الخلة التي هي الحاجة؛ أي: لو فعلت لاتخذوك وأنت إليهم فقير محتاج بخروجك عن ولاية اللَّه «وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ» على الهدى والحق، قيل: بالنبوة والمعجزات التي ترى، وقيل: بالألطاف المثبتة، وقيل: بما أوحينا إليك، عن الأصم. «لَقَدْ كِدْتَ» أي: قربت من غير عزم، عن الحسن. وقيل: طمعاً في إسلامهم لما سألوه ما سألوه ليجالسوه ويؤمنوا به، عن الأصم. «تَرْكَنُ إِلَيهِمْ» أي: تميل إليهم وتسكن إليهم، فبين أنه لولا لطف اللَّه لقرب من إجابتهم، وهكذا الأنبياء والمؤمنون