التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا 78 ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا 79 وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا 80}

صفحة 4279 - الجزء 6

  · الإعراب: نصب «قُرْآنَ الْفَجْرِ» عطفاً على الصلاة، كأنه قيل: أقم الصلاة وقرآن الفجر، عن الفراء. قال الأخفش: ولا يجوز عطفه على «غسق الليل» لأن معناه ليس معني إلى (قرآن الفجر)، وقيل: نصب على الإغراء بتقدير: وعليك بقرآن الفجر.

  و «نَافِلَةً» نصب بمحذوف أي: جعلناه نافلة له.

  · النزول: قيل: نزل قوله: {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ} حين أمر رسول اللَّه ÷ بالهجرة من مكة إلى المدينة، عن ابن عباس، وقتادة، والحسن.

  وقيل: نزل بعد دخوله المدينة، بعد أن قصد الشام عند كلام اليهود، عن الكلبي.

  وقد بينا أن ذلك غير صحيح.

  · المعنى: ثم أمر تعالى بعد إقامة البينات، وذكر الوعد والوعيد بإقامة الصلاة شكرًا والدعاء، ووعده الجميل في الدنيا والآخرة، فقال سبحانه: «أَقِم الصَّلاةَ» قيل: خطاب للنبي ÷ والمراد هو وغيره، وقيل: أراد أيها الإنسان، أو أيها السامع أقم الصلاة، وقيل: أقمها لأمتك، وقيل: أقمها لنفسك، وإقامتها أداؤها على التمام «لِدُلُوكِ