قوله تعالى: {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا 78 ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا 79 وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا 80}
  عن أبي علي. وقيل: هو أن يعطيه لواء الحمد يوم القيامة، وقيل: يبعثك مقاماً وأنت محمود غير مذموم، عن أبي مسلم. وقد ذكرت المشبهة في هذه الآية ما ينزه اللَّه تعالى عن ذلك فقالوا في قوله: «مَقَامًا مَحْمُودًا»: يقعده معه على العرش، وروي: يجلسه معه على العرش، وروي: على السرير، وهذا باطل لأنه تعالى ليس بجسم، ويستحيل عليه المكان، ومثل هذه الأخبار التي لا يمكن تأويلها إلا بتعسف يجب ردها إذا كانت مخالفة للأصول، وعلى بعد إن تأوله أحد على أن معناه أن يقعد على العرش وهو معه أي: حافظ له وراض عنه، كقولهم: اللَّه معنا.
  «وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ» فيه أقوال جمة:
  أولها: أنه أراد الدخول والخروج في الأمكنة على الحقيقة، يعني: أينما كنت في الأمكنة من مكة، عن ابن عباس، والحسن، وقتادة، وسعيد بن جبير.
  وقيل: قاله عند دخول الغار، أراد أدخلني الغار مدخل صدق، وأخرجني منه إلى المدينة، وروي في حديث مرفوع.
  وقيل: أدخلني فيما أمرتني، وأخرجني عما نهيتني عنه.
  وقيل: أمر بهذا الدعاء إذا دخل في أمر وخرج من أمر، يقال: أدخلني في كل أمر مدخل صدق، وأخرجني منه مخرج صدق، عن أبي مسلم.
  وقيل: أخرجني من مكة آمناً، وأدخلني مكة ظافرًا عليها، عن الضحاك.