التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا 81 وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا 82 وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر كان يئوسا 83 قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا 84}

صفحة 4288 - الجزء 6

  · النظم: يقال: كيف اتصل قوله: «وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ» بما قبله من ذكر القرآن؟

  قلنا: يعني أعرض عن سائر ما أنعم عليه كما أعرض عن النعمة بالقرآن.

  · المعنى: ثم أمر تعالى أن يظهر الحق ويحاجهم بالقرآن الذي أنزل عليه، فقال سبحانه: «وَقُلْ» يا محمد «جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ» وقيل: ظهر الحق وهو الإسلام دين اللَّه، وبطل الباطل وهو الشرك، عن السدي. وقيل: جاء الحق القرآن، وزهق الباطل بطل الشيطان وهو الباطل، عن قتادة. وقيل: الحق الجهاد، عن ابن جريج. «إِنَّ الْبَاطِلَ كَان زَهُوقاً» يعني سبيل الباطل أن يهلك، عن ابن مسعود لما افتتح رسول اللَّه صلى اللَّه عليه مكة وجد حول البيت ثلاثمائة وستين صنماً، صنم كل قوم بحيالهم، وفي يده ÷ قضيب، فجعل يأتي الصنم فيطعن في عينه أو بطنه ويقول: «جاء الحق وزهق الباطل»، فجعل الصنم ينكب لوجهه وأهل مكة يتعجبون ويقولون في أنفسهم: ما رأينا أسحر من محمد.