التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا 85 ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا 86 إلا رحمة من ربك إن فضله كان عليك كبيرا 87}

صفحة 4293 - الجزء 6

  · النزول: قيل: قالت اليهود للنبي ÷: أخبرنا ما الروح؟ فنزلت الآية، عن ابن عباس.

  وقيل: قالت اليهود للمشركين: اسألوه عن الروح فإن أجابكم عنه فليس بنبي.

  وقيل: إن في كتابهم: إن أجاب عنه فليس بنبي، حكاه الأصم.

  وقيل: قالوا: اسألوه عن الروح وعن فتية فقدوا في أول الزمان، وعن وجل بلغ مشرق الأرض ومغربها، فإن أجاب عن كله فليس بنبي، وإن لم يجب عن شيء فليس بنبي، وإن أجاب عن بعض وأمسك عن بعض فهو نبي، فسألوه، فنزلت: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا}⁣[الكهف: ٩]، {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ}⁣[الكهف: ٨٣]، {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ}⁣[الاسراء: ٨٥].

  · المعنى: لما تقدم ذكر القرآن اتصل به سؤالهم عنه، فقال تعالى: «وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ» ولا خلاف أن المسئول محمد ÷، واختلفوا في السائل، قيل: قوم من اليهود، عن قتادة. وقيل: المشركون، عن الزجاج. واختلفوا في الروح المسئول عنه، قيل: هو جبريل، عن ابن عباس، والحسن، وقتادة، وقال قتادة: كان ابن عباس يقول: إنها مكية، وسألوه عن تفصيل صفاته وكيف يأتيه، فقيل: ملك له سبعون ألف وجه، لكل وجه سبعون ألف لسان، يسبح اللَّه بجميع ذلك، عن أمير