قوله تعالى: {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا 85 ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا 86 إلا رحمة من ربك إن فضله كان عليك كبيرا 87}
  المؤمنين علي #. وقيل: خلق من خلق اللَّه يأكلون ويشربون، عن مجاهد. وقيل: الروح روح الحيوان وعنه سئل، عن ابن مسعود، وابن عباس وجماعة، وهو قول أبي علي. وقيل: الروح: القرآن، سألوه عن كيفيته ونظمه وترتيبه ومن أتاه به، عن الحسن، والأصم، وأبي مسلم.
  ومن قال: السؤال وقع عن روح الحيوان اختلفوا، فقيل: السؤال وقع عن تفسير الروح، وقيل: لا بل وقع عن كيفية الإدراك، وأن الإدراك يختلف، والروح واحد، وعن وجه حاجة الحياة إليه، وكان في كتبهم أن آية نبوته أنه إذا سئل عنه لا يجيب.
  «قُل» يا محمد «الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي» قيل: من الأمر الذي يعلمه ربي ولم يجبهم، عن أبي علي. وقيل: القرآن من أمر ربي، والعلم بكيفية نظمه حتى صار معجزاً يختص به القديم تعالى، عن أبي مسلم. وقيل: من خلق ربي أي الروح الذي يحيا به الإنسان خلق اللَّه، عن أبي صالح. وذكر أنه أجاب عن سؤالهم بأن الروح مخلوقة، وقيل: القرآن من وحي ربي، عن الحسن. وقيل: جبريل من خلق ربي، وجميع ذلك ما لا يقدر عليه غير اللَّه تعالى. «وَمَا أُوتِيتُمْ» أعطيتم «مِنَ الْعِلْمِ» قيل: خطاب عام للجميع، وقيل: خطاب لليهود، قيل: فلما سمعوا قالوا: كيف تزعم ذلك وقد أعطانا اللَّه التوراة، فقال: «التوراة في علم اللَّه قليل»، {إِلَّا قَلِيلًا ٨٥ وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} ومعناه أني أقدر أن آخذ ما أعطيك، كما منعته من غيرك،