التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا 90 أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا 91 أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا 92 أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا 93}

صفحة 4308 - الجزء 6

  أصبر حتى يحكم اللَّه بيننا» قالوا: فإذاً ليس أحد أضيق بلداً منا، فاسأل ربك أن يسير عنا هذه الجبال ويجري فيها أنهارًا كأنهار الشام والعراق، وابعث لنا من مضى، وليكن فيهم قصي فإنه شيخ صدوق فنسأله عما تقول أحق ما تقول أم باطل؟ فقال ÷: «ما بهذا بعثت»، قالوا: فإن لم تفعل ذلك فخذ لنفسك وسل ربك يبعث ملكاً نصدقك، ويجعل لنا جناناً وكنوزاً وقصورًا من ذهب. فقال ÷: «ما بهذا بعثت، جئت بما بعثني به، فإن قبلتم وإلا فاللَّه يحكم بيني وبينكم، بعثت بشيرًا ونذيرًا»، قالوا: فأسقط علينا السماء كسفاً كما زعمت أن ربك إن شاء فعل ذلك، فقال: «ذلك إلى الله تعالى لو شاء فعل». فقالوا: فإنا لا نؤمن حتى تأتي بِاللَّهِ والملائكة قبيلاً. فقام النبي صلى اللَّه عليه وقام معه عبد اللَّه بن أبي أمية المخزومي، ابن عمته عاتكة بنت عبد المطلب، فقال: يا محمد عرض عليك قومك ما عرضوا فلم تقبل، ثم سألوك لأنفسهم أمورًا فلم تفعل، ثم سألوك أن تعجل ما خوفتهم به فلم تفعل، فواللَّه لا نؤمن لك أبداً حتى تتخذ