التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا 90 أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا 91 أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا 92 أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا 93}

صفحة 4309 - الجزء 6

  سلماً إلى السماء ثم ترقى فيه وأنا أنظر، وتأتي ومعك نفر من الملائكة يشهدون لك، وكتاب يشهد، وقال أبو جهل: أبى إلا سب الآلهة وشتم الآباء، وإني أعاهد اللَّه لأحملن حجرًا فإن سجد ضربت به رأسه، وانصرف رسول [الله] ÷ حزيناً لما رأى من قومه، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآيات.

  · المعنى: لما بيّن تعالى فيما تقدم ذكر القرآن وأنه معجز له بيّن في هذه الآيات أنهم لم يتدبروا فيه واقترحوا الآيات، فقال سبحانه: «وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ» يا محمد «حَتَّى تَفْجُرَ» أي: تشقق لنا في أرض مكة فإنها قليلة الماء «يَنْبُوعًا» أي: عيناً ينبع منه الماء في وسط مكة «أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ» بستان وما تجنه الأشجار، أي: تستره «مِنْ نَخِيلِ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ» تشقق من الماء «خِلالَهَا» وسطها «تَفْجيرًا» تشقيقاً حتى يجري الماء تحت الأشجار «أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا» أي: قطعاً، عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والأصم، وأبي علي، وأبي مسلم. وقيل: كسفاً جانباً كما زعمت أي: كما خوفتنا به من انشقاق السماء وانفطارها، وقيل: كما زعمت أنك نبي تأتي بالمعجزات «أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً» قيل: كفيلاً لك على صدق قولك، عن ابن عباس. وقيل: ضامناً، عن الضحاكَ. وقيل: شهيداً، عن مقاتل. وقيل: هو جمع القبيلة أي: بأصناف الملائكة قبيلة قبيلة، عن مجاهد. وقيل: مستقبلين لنا، عن ابن عباس. وقيل: مجتمعين كما يجتمع القبائل، عن