قوله تعالى: {وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا 90 أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا 91 أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا 92 أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا 93}
  أبي مسلم. وقيل: مقابلة نعاينهم، عن قتادة، وابن جريج. وهذا يدل على أن القوم كانوا مشبهة مع شركهم «أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ» قيل: من ذهب، عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة. وقيل: الزخرف النقوش، عن الحسن. وروي أن في قراءة ابن مسعود: (بيت من ذهب)، ويحمل على أنه فسره به «أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ» أي: تصعد مرقاة مرقاة، ورقيت في السلم أرقى رقياً وهو الصعود فيه «وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ» أي: لو فعلت ذلك لا نصدقك «حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ» شاهداً بصحة نبوتك «قُلْ» يا محمد «سُبْحَانَ رَبِّي» أي: تنزيهاً له من كل قبيح، وبراءةً من كل سوء، والجواب في هذا أنكم تتخيرون الآيات، وهي إلى اللَّه تعالى، وهو أعلم بالتدبير فيفعل الأصلح، وقيل: تعظيماً له أن يحكم عليه عبيده، لأن له الطاعة عليهم، عن الأصم. وقيل: لما قالوا: تأتي بِاللَّهِ قبيلاً، أو ترقى في السماء إلى عند اللَّه اعتقدوا أنه جسم، فقال: «سبحَانَ رَبِّي هَلْ كنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولاً» أي: منزه عن كونه بصفة الأجسام حتى تجوز عليه المقابلة والمكان، عن أبي علي، وأبي مسلم. وقيل: منزه عن أن يفعل المعجزات تابعاً للاقتراحات؛ لأنه