قوله تعالى: {وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا 94 قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا 95 قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم إنه كان بعباده خبيرا بصيرا 96 ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا 97}
  أسرع، والمصلحة فيه أكثر، عن أبي مسلم. وقيل: لأن اللطف كما هو في البعثة يكون في الجنس لأنهم أعرف بأحواله وأسكن إليه «قُلْ» يا محمد لهم «كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَينِي وَبَينَكُمْ» أني رسول إليكم، قيل: هذا وعيد لهم من اللَّه، كأنه قيل: هو الحاكم بيننا يوم القيامة فيجازيكم، وقيل: شهادة اللَّه بإظهار المعجزات، عن الأصم. وقيل: يشهد له يوم القيامة، ويجزيه أحسن الجزاء، عن أبي مسلم. وقيل:
  شهادة اللَّه إظهار المعجزات، عن الأصم. وقيل: شهيداً لأنه أخبر في كتبه أنه رسوله إليكم، عن أبي علي. «إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادهِ خَبِيرًا بَصِيرًا» أي: عالماً بهم «وَمَنْ يَهْدِ اللَّه فَهُوَ الْمُهْتَدِ» قيل: من يحكم بهدايته فهو المهتدي بإخلاص العبادة، ومن يحكم بضلاله لم تنفعه ولاية أحد من دونه، وقيل: من يهده اللَّه إلى طريق الجنة والثواب فهو المهتدي في الدنيا، ومن يضلله عنها فهو المخذول الذي لا يجد ناصرًا، وقيل: من سلك الطريق الذي يدعوه إليه، والهدى هو الدلالة، يعني من كان بِاللَّهِ هادياً ودليله اهتدى بدلالته وهدايته فهو المهتدي الرشيد الواصل إلى الخير والنجاة «وَمَنْ يُضْلِلْ» يجده صارفاً ضالاً عن ذلك الطريق فليس له من دون اللَّه من يواليه، عن أبي مسلم. وقيل: إذا أراد اللَّه عقوبته لم يجد ناصرًا يمنعه من عقابه «فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ» قيل: من يواليهم، وقيل: من ينصرهم «وَنَحْشُرُهُمْ» أي: نجمعهم «يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ» قيل: يحشر الناس ثلاثة أصناف: مشاة، وركبان، وعلى وجوههم، روي مرفوعاً.