التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا 94 قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا 95 قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم إنه كان بعباده خبيرا بصيرا 96 ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا 97}

صفحة 4316 - الجزء 6

  قلنا: بلى، تكون مرة ملتهبة، ومرة ساكنة، إلا أنهم في جميع الأحوال لا يجدون خفة بذلك قال تعالى: {لَا يُخَفَّفُ عَنهُمُ الْعَذَابُ}⁣[البقرة: ١٦٢، ال عمران: ٨٨].

  · الأحكام: الآية تدل على أنه لا يمنع الكافر من الإيمان، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ، لأن عندهم وجوهًا من المنع قد منعهم بها من الإيمان:

  فمنها: أنه خلق فيهم الكفر.

  ومنها: خلق فيهم القدرة الموجبة للكفر.

  ومنها: أراد منهم الكفر.

  ومنها: قضي عليهم الكفر.

  ومنها: لم يخلق الإيمان.

  ومنها: لم يعطهم قدرة الإيمان.

  ومنها: لم يرد منهم الإيمان.

  ومنها: أضلهم عن الإيمان.