قوله تعالى: {أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا 9 إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا 10 فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا 11 ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا 12}
  و «رَشَدًا» نصب بوقوع الفعل عليه وهو قوله: «وَهَيِّئْ».
  و «سنينَ» نصب على التفسير، وقيل: «وضربنا».
  و «عددًا» نعت للسنين، وقيل: نصب على المصدر، عن أبي عبيدة.
  وفي نصب قوله: «أمداً» قولان: يحتمل أن يكون نصباً ب (أحصى)، ويحتمل ب (لبثوا) عن الزجاج. أي: رفع ب (أحصى) تقديره: أي الحزبين أحصوا لبثهم وقيل: «أمداً» نصب على التفسير.
  · النزول: ذكر الأصم أن جماعة من قريش لما عجزوا عن أمر النبي ÷ فزعوا إلى أحبار اليهود بيثرب وشاوروهم في أمره، فقالت اليهود لهم: اسألوه عن مسائل، فإن أجابكم فهو نبي، وإلا فاسألوه عن أصحاب الكهف، وعن ذي القرنين، وسلوه ما الذي كان أسكن إسرائيل ولده مصر، فسألوه فقال: «لم يأتني في هذا علم»، فضحكوا وظنوا أنهم ظفروا، فرفع طرفه إلى السماء فرجع إليه الطرف بالوحي، ونزل: «أَمْ حَسِبْتَ».
  وذكر ابن عباس أن قريشاً بعثوا النضر بن الحارث [وعقبة] بن أبي معيط إلى أحبار اليهود بالمدينة ليسألوهم عن شأن محمدٍ ووصفوه باسمه ونعته ونسبه، هل هو نبي أم لا؟ فخرجا وسألا ووصفاه، فقالوا: إن كان هذا كما قلتم فهو