قوله تعالى: {أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا 9 إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا 10 فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا 11 ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا 12}
  نبى، ولكن اسألوه عن ثلاث خصال، فإنه يخبركم بخصلتين ولا يخبركم بالثالثة، اسألوه عن: فتية ذهبوا في الدهر الأول ما كان أمرهم فإن شأنهم عجيب، وسلوه عن رجل طوّاف بلغ مشارق الأرض ومغاربها، وسلوه عن الروح، فإن لم يخبركم عن الروح فهو نبي، [فانصرفوا] إلى مكة وسألوه، فقال: «أخبركم غداً» ولم يستثن، فمكث خمس عشرة ليلة لا يوحى إليه شيء، وذكر الأصم أن الفترة ليلة واحدة ثم جاءه جبريل فقال: «ما حبسك عني»؟ فقال: لم تستثن، فنزل: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا ٢٣ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا ٢٤}، ونزل: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ} ثم نزل قصة الكهف وذي القرنين وقوله: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ}[الاسراء: ٨٥].
  وذكر الأصم: لما نزل جبريل قال له النبي ÷: «ما اشتقت إليّ كما اشتقت إليك، فقال: وما نتنزل إلا بأمر ربك»، وأنكر الأصم ذلك لأنه لا يجوز تأخير الحجة لأنه لم يستثن، وقد سألوه عما هو حجة ولأنه لا يسأل ربه ما لم يؤذن، ولأنه عالم أنه لا يكون شيء إلا أن يشاء اللَّه وإن لم يستثن ذلك بلسانه فهو معتقد لذلك بقلبه ولم يؤاخذ به، وإن تأخير الوحي يؤدي إلى التنفير.
  · النظم: يقال: كيف تتصل الآية بما قبلها؟