قوله تعالى: {أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا 9 إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا 10 فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا 11 ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا 12}
  قلنا: فيه وجوه:
  أولها: أخبر عن زينة الأرض وذكر أنه خلقها للابتلاء والمحنة، فعقبه بذكر حال الفتية وهم من أبناء الأجلة تركوا زينة الدنيا، واختاروا طاعة اللَّه، وخرجوا هاربين بدينهم، مفارقين ديارهم وأموالهم، حثاً على الاقتداء بهم.
  وقيل: هو تسلية له ÷ اتصل بقوله: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفسَكَ} أي: إن لم يؤمنوا فلا تأسف عليهم وعليك بنفسك لا يضرك كفرهم، واللَّه ناصرك وحافظك من أعدائك كما حفظ أصحاب الكهف.
  وقيل: يتصل بقوله: {إِسْرَائِيلَ أَلَّا} بالخير والنصرة كما فعل بأولئك.
  · المعنى: «أَمْ حَسِبْتَ» قيل: أم ظننت، وقيل: علمت، ويجوز أن يعلمها ثم يقص عليه، عن أبي علي. وإنما علم بتعليم اللَّه إياه، وقيل: الخطاب للنبي ÷، وقيل: أم حسبت أيها السامع أو أيها الإنسان «أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ» وقصتهم حين أووا إلى الكهف وهو الغاو «وَالرَّقِيمِ» أي: أصحاب الرقيم، قيل: هو لوح كتب فيه أسماء أصحاب الكهف وقصتهم حين أووا إلى الكهف وجعل في الخزائن لما فيه من العجائب، وقيل: اللوح من حجارة، وقيل: من رصاص، وقيل: فعل ذلك على باب كهفهم، وقيل: الرقيم الكتاب الذي كتب فيه شأنهم ووضع ذلك على باب الكهف، عن