التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا 9 إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا 10 فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا 11 ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا 12}

صفحة 4352 - الجزء 6

  مجاهد، وسعيد بن جبير. وقيل: اسم الوادي، عن ابن عباس، والضحاك. وهو دون فلسطين، وقيل: الرقيم الجبل الذي فيه ذلك الكهف، عن الحسن. كأنه ذهب إلى أن الجبل علم كما أن الكتاب علم على المعنى، وقيل: هو اسم لقريتهم، عن كعب. «كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا» قيل: معناه كانوا عجباً مع أني خلقت من السماوات والأرض وما بينهما ما هو أعجب منه، والحجة بذلك قائمة، وقيل: من آياتي ما هو أعجب من ذلك، عن مجاهد، وقتادة. وقيل: معناه أنه ليس من آياتنا تعجب، وقيل: لا تعجب منهم فأمرك أعجب إذ أسري بك في ليلة واحدة من مكة إلى المسجد الأقصى وسدرة المنتهى ورجعت إلى مكة «إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ» أي: رجعوا إلى الغار في الجبل فاتخذوه مأوى لهم، قيل: هم قوم هربوا بدينهم إلى الكهف، عن الحسن. وقيل: هم كانوا على دين المسيح لما خرج أهل الإنجيل فطغت ملوكهم وعبدوا الأصنام، وكان لهم ملك يقال له: دقيانوس، يعبد الأصنام، ويقتل من خالفه، فهربوا منه، فردم عليهم ياب الكهف، فبعث اللَّه ملكا على دين المسيح عيسى، فانتبهوا، عن ابن عباس. وقيل: كانوا