قوله تعالى: {أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا 9 إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا 10 فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا 11 ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا 12}
  من خواص الملك، أحدهم وزيره، فآمنوا بِاللَّهِ، وستر كل واحد منهم إيمانه من صاحبه، ثم اجتمعوا اتفاقاً، وأظهروا أمرهم، وأووا إلى الكهف، عن عبيد بن عمير.
  وقيل: كانوا من حواري عيسى #، عن وهب. وقيل: كانوا ثمانية أكبرهم يسمى مكتلينا، وقيل: صاحب نفقاتهم يمليخا، وقيل: كانوا قبل عيسى #، وقيل: كان فيهم نبي يرشدهم لأن ما جرى من نقض العادة كان كالمعجز فلا بد من نبي ظهر ذلك عليه، عن أبي علي. وقيل: لما خافوا من أن يلحقهم من يفتنهم «فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَّدُنْكَ رَحْمَةً» أي: رحمة ننجوا من الكفار، ففعل اللَّه ذلك بهم «وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً» قيل: دلنا على أمر فيه نجاتنا، لأن الرشد والنجاة بمعنى، عن أبي علي. وقيل: هيئ في سائر أمورنا الخير والرشد، فسألوه النجاة من الأعداء، وأن يكفي أمرهم فيما يحتاجون إليه من المطعم والمشرب حتى لا يوقف عليهم، وكانوا متحيرين عن الخروج فيلحقهم الطلب، أو البقاء في الكهف فيضطرون إلى القوت، وقيل: يسر لنا من أمرنا ما نلتمس رجاءك وهو الرشد، وقيل: رشداً مخرجاً من الغار في سلامة، عن ابن عباس. فأجاب اللَّه دعاءهم وألقى النوم عليهم حتى كفوا أمر المطعم والمشرب والملبس «فَضَرَبَّنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي