التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا 9 إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا 10 فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا 11 ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا 12}

صفحة 4354 - الجزء 6

  الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا» قيل: جعلنا فيها ما يمنع من الإدراك كما يضرب على الكتاب بما يمنع عن الإدراك، وقيل: سلطنا عليهم النوم، وشبه النوم بالضرب على الأذان حتى لا يسمع شيئاً «سِنِينَ عَدَدًا» أي: سنين معدودة «ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ» أي: أيقظناهم من نومهم «لِنَعْلَمَ» قيل: لنظهر المعلوم فيعلم موجوداً، لأنه لا يعلم كذلك إلا بعد وجوده، عن أبي مسلم. وقيل: لنعلم: أي: لنبين فيعلمون، عن أبي. علي، والأول الوجه: وقيل: {لِنَعْلَمَ} يعني: اختلاف الحزبين في مدة لبثهم وكيفية ذلك وأيهم أعلم {أَيُّ الْحِزْبَينِ} أي: أي الطائفتين، وقيل: أحد الحزبين الفتية، والآخر من حضرهم من أهل ذلك الزمان، وقيل: أحد الحزبين المؤمنون، والآخر الكفار، وقيل: الجميع مسلمون، وأحد الحزبين أصحاب الملك الَّذِينَ تنازعوا فيه، والحزب الآخر الَّذِينَ أسلموا حين رأوا أصحاب الكهف، وقيل: أحد الحزبين أهل الكتاب عرفوا ذلك من كتبهم، والحزب الآخر النبي ÷ والمسلمون، وقد أعلمهم اللَّه تعالى فقال بقصتهم، عن أبي مسلم. وقيل: الحزب الأول هو اللَّه، والحزب الآخر آلهتهم، وفيه تعيير، لأنهم لا يعلمون، وهذا لا يصح؛ لأن اسم الحزب لا يقع إلا أن يقال: المراد حزب اللَّه، وهي الطائفة المحقة، والأول