قوله تعالى: {أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا 9 إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا 10 فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا 11 ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا 12}
  القصة
  أما الرقيم فقيل: اللوح الذي أخرجه الخضر، وستأتي قصته، وقيل: ثلاثة نفر حبسوا في غار فدعوا اللَّه ففرج اللَّه عنهم، رواه النعمان بن بشير مرفوعاً.
  وقيل: هم أصحاب الكهف، وعليه أكثر المفسرين.
  واختلفوا فيهم، قيل: كانوا قبل عيسى، وقيل: كانوا بعد عيسى في النصارى، عن محمد بن إسحاق. وقيل: كانوا قبل موسى لأن قصتهم في التوراة، عن الأصم.
  وذكر محمد بن إسحاق أنهم كانوا فتية على دين عيسى، وكان ملكهم يقال له: دقيانوس، يعبد الأصنام، ويدعو إليها، ويقتل من خالفه، فأخبر بمكانهم، فدعاهم وأوعدهم، وقال: إما أن تعبدوا آلهتنا أو أقتلكم، فقال كبيرهم: إن لنا إلهاً ملأ السماوات والأرض عظمة، لن ندعوا من دونه إلهاً ولن نقر بما تدعونا إليه، ولكن نعبد اللَّه، وإياه نسأل النجاة والخير، فقال كلهم مثل ما قال، فأمر بنزع ثيابهم ويجلدوا، فإن أطاعوا وإلا قتلوا، وانطلق دقيانوس إلى مدينة أخرى.
  وعن عبيد بن عمير أنهم كانوا فتية من قوم عباد الصنم، فخرجوا في عيدهم في زي عظيم وموكب عظيم، وأخرجوا آلهتهم، وخرج الفتية، فوقع في قلب الفتية