التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا 9 إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا 10 فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا 11 ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا 12}

صفحة 4357 - الجزء 6

  وأحدهم وزير الملك أن ما عليه القوم ليس بدين، فآمنوا وأخفى كل واحد من صاحبه، وقال كل واحد في نفسه: نخرج من بين أظهر هَؤُلَاءِ لا يصيبنا عذاب بسببهم، فخرج شاب حتى انتهى إلى ظل شجرة، فجلس، ثم جاء آخر فرآه جالساً فرجا أن يكون على مثل دينه فجلس إليه، ثم جاء الآخرون فجلسوا، ثم أظهر بعضهم لبعض، واتفقوا على أمر واحد، ثم أووا إلى الكهف ومعهم كلب صيد، فباتوا، فطلبهم قومهم، وعمى اللَّه عليهم آثارهم، فكتبت أسماءهم في لوح ووضعوه في خزانة الملك، وقالوا: ليكونن لهذا شأن، ومات الملك، وجاء قرن بعد قرن.

  وعن وهب: جاء حواري عيسى # إلى مدينة أصحاب الكهف، وكان على بابها صنم لا بد لمن يدخلها أن يسجد له، وكرهوا ذلك، فأتى حماماً قريباً من المدينة، فأجر نفسه من الحمامي [ليعمل] فيه، ورأى صاحب الحمَّام البركة منه، وظهر أمره، فكان يأتيه الناس فيخبرهم بأخبار السماء حتى آمن به جماعة من الناس، وكان يصلي بالليل، فجاء ابن الملك بامرأة ليدخل بها الحمام، فعيره الحواري، فاستحيا وذهب، وعاد مرة أخرى فعيره الحواري فسبه ولم يلتفت إليه