قوله تعالى: {أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا 9 إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا 10 فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا 11 ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا 12}
  أنه لا يذهب به إلى دقيانوس سكن روعه، فسألوه عن حاله، فأخبرهم باسمه واسم أبيه وأحوال البلد، فلم يعرفوه ولم يصدقوه أنه لم يجد كنزاً، فلما كثر الكلام قال: أصدقوني عن شيئين، أين الملك دقيانوس؟ قالوا: هذا منذ ثلاثمائة، فلما أخبروه بذلك تعجب، وحكى عن قصة الفتية وأنهم خرجوا إلى الكهف، فانطلقوا معي أريكم أصحابي، فلما سمعوا ذلك قال أريوس: لعل هذه آية من آيات اللَّه، فانطلق هو وأهل البلد نحو الكهف، ولما رأى أصحاب الكهف تمليخا قد احتبس ظنوا أنه قد أخذ وذهب به إلى دقيانوس، وخافوا، فبينما هم كذلك إذ سمعوا الجلبة والناس متوجهون إليهم، فظنوا أنهم رسل دقيانوس، فقاموا إلى الصلاة، وأوصى بعضهم بعضاً، وقالوا: انطلقوا إلى أخينا تمليخا فإنه الآن بين يدي الجبار دقيانوس، فبينما هم كذلك في ذلك إذ أقبل أريوس والناس، فسبقهم تمليخاً، ودخل عليهم فسألوه عن شأنه فأخبرهم بخبره،