التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا 9 إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا 10 فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا 11 ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا 12}

صفحة 4362 - الجزء 6

  فعند ذلك عرفوا أنهم كانوا نياماً منذ زمان، وإنما بعثوا آية للناس، ودخل على أثره أريوس فرأى تابوتاً من نحاس، ففتح فإذا لوح فيه أسماءهم وقصصهم، فلما قرؤوا حمدوا اللَّه فرفعوا أصواتهم بالتحميد والتهليل والتسبيح، وخر أريوس وأصحابه سجداً لله تعالى لما رأوا من آية البعث، ثم كلم بعضهم بعضاً وكلم الفتية بما لقوا من دقيانوس، وكتب أريوس إلى ملكهم الصالح بيدوبيس بخبرهم وأنه من آيات اللَّه، فلما بلغه قام وحمد اللَّه وأثنى عليه وركب معه أصحابه حتى أتى باب الكهف ففرح به أصحاب الكهف وسجدوا، واعتنق بعضهم بعضاً، فبكوا، وجلسوا بين يديه يسبحون اللَّه، ثم ودعوه ورجعوا إلى مضاجعهم فناموا، وخرجوا، وحجبهم بالرعب وأمر الملك فجعل على باب الكهف مسجداً، وجعل ذلك اليوم عيداً، وأمر أن يؤتى كل سنة.

  وقيل: لما قربوا من باب الكهف قال تمليخا: دعوني أدخل على أصحابي وأبشرهم فإنهم إن رأوكم خافوا، فتقدم وأخبرهم، وقبض اللَّه أرواحهم، فسد باب الكهف وبنى عليهم مسجداً.