قوله تعالى: {نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى 13 وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا 14 هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا 15 وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا 16}
  والعزل: التنحي عن الأمر، تقول: أنا بمعزل عن هذا الأمر، واعتزلت الأمر، قال الشاعر:
  يَا بَيْتَ عَاتِكَةَ الَّذِي أَتَعزَّلُ ... حَذَرَ العِدَى وَبِهِ الفُؤَاد مُوَكَّلُ.
  واعتزلت وتعزلت بمعنى، وسمي عمرو بن عبيد وأصحابه معتزلة لما اعتزلوا حلقة الحسن بعد موته، وقيل: اعتزلوا البدع وتمسكوا بما كان عليه السلف الصالح.
  والنشر: خلاف الطي، نشرت الكتاب، ونشر اللَّهُ الميت أحياه بعد موته كأنه نشر بعد الطي، والنشر: الريح الطيبة كأنها نشرت البركة من المطر وغيره.
  والشطط: الخروج عن الحد بالغلو فيه، وأصله مجاوزة الحد في البعد، يقال: شط منزله يشط شطوطاً إذا جاوز الحد في البعد، وشطت الجارية تشط شطاطاً وشطاطة إذا جاوزت الحد في الطول، وشط السوم يشط اشتطاطاً وشططاً إذا جاوز القدر بالغلو فيه، والشطط: البعد.
  والمرفق: ما يرتفق به الإنسان أي يستعان كالمقطع، وفيه لغتان كسر الميم وفتح الفاء، وفتح الميم وكسر الفاء عند الفراء، وكان الكسائي ينكر في مرفق الإنسان الذي في يد الإنسان إلا كسر الميم وفتح الفاء، والفراء يجيزه في الأمر واليد،