قوله تعالى: {نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى 13 وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا 14 هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا 15 وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا 16}
  «يَنْشُرْ» جزم لأنه جواب الأمر وهو قوله: «فَأْوُوا».
  و ([يُهَيِّئْ] لَكُمْ) جزم إلا أن الجزم لا يحذف لأنها همزة وصلت بالياء لانكسار ما قبلها.
  ويقال: ما معنى الاستثناء في قوله: «وَمَا يَعْبُدُونَ إلّا اللَّهَ»؟
  قلنا: تقديره: إذا اعتزلتموهم وما يعبدون إلا عبادة اللَّه وإنكم لزمتموها فيجوز أن يكون فيهم من يعبد اللَّه مع عبادة الوثن فيكون الاستثناء متصلاً، ويجوز أن يكون جميعهم عباد [الصنم] فيكون الاستثناء منقطعاً.
  · المعنى.
  ثم بيّن قصة أصحاب الكهف فقال سبحانه: «نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيكَ» أي: نتلو عليك «نَبَأَهُمْ» خبرهم، والنبأ الخبر العظيم «بِالْحَقِّ» بالصدق «إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ» قيل أحداثاً وشباباً، وقيل: حكم لهم بالفتوة لما آمنوا، وقيل: إن رأس الفتوة الإيمان، وقيل: الفتوة بذل الندى، وكف الأذى، وترك الشكوى، عن مجاهد. وقيل: الفتوة شيئان: اجتناب المحارم، واستعمال المكارم «آمَنُوا بِرَبِّهِمْ» أي: صدقوا أنه خالقهم ومالكهم، وإنما قالوا ذلك عن حجة لا عن تقليد ولذلك ذموا من اعتقد شيئاً لا يأتي عليه بسلطان بين «وَزِدْنَاهُمْ هُدىً» أي: زدناهم ألطافاً وتأكيداً في الأدلة، وخواطر مقربة لما هم عليه حتى قويت دواعيهم إلى الإيمان وصوارفهم عن الكفر «وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ» أي: شددنا عليها بالألطاف والخواطر حتى وطنوا أنفسهم