قوله تعالى: {نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى 13 وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا 14 هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا 15 وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا 16}
  على الصبر على المشاق والثبات على الدين، وإظهار الحق عند الخوف، ومفارقة الوطن والنعمة «إِذْ قَامُوا» لله «فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ» قيل: قاموا بحضرة دقيانوس لما دعاهم إلى عبادة الأوثان وعاتبهم بتركه، فصرحوا بالحق وأظهروا التوحيد والعدل، وقيل: قالوا فيما بينهم لا بحضرته، وقيل: قالوه بحضرة قوم من عباد الأصنام «لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا» أي: لا نعبد إلهاً وقيل: لا نقول لغيره إنه إله، فصرحوا بالتوحيد وإبطال الشرك «لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً» يعني إن ندعوا إلهاً غيره قلنا شططاً، قيل: غلواً في الكذب والبطلان، وقيل: جورًا، عن ابن عباس، ومقاتل. وقيل: كذباً، عن قتادة. «هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا» يعني أهل بلدنا، وإنما أضافهم إلى أنفسهم لأنهم كانوا من كبرائهم وأجلهم «اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً» يعبدونها من دون اللَّه «لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ» قيل: فيه حذف أي: هلا أتوا على ما وصفوا وعبدوا حجة واضحة وخلعوا التقليد وحكموا ببطلان ما لا دليل عليه «فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا» فيزعم أن لله شريكاً، قيل: فيه حذف أي: إذا لم تكن لهم حجة فلم يتركوا ذلك وأقاموا على ما كانوا عليه،