قوله تعالى: {نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى 13 وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا 14 هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا 15 وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا 16}
  فهم أظلم الناس لأنفسهم إذ يكذبون على اللَّه في اتخاذ غيره إلهاً ولا أحد أظلم ممن افترى على اللَّه كذباً فيضيف إليه ما لا يليق به «وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ» قالوا ذلك فيما بينهم لما خالفوا قومهم إذ تنحيتم قومكم وفارقتموهم في الدين «وَمَا يَعْبُدُونَ» يعني نحيتم أصنامهم لم تعبدوها «فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ» أي: صيروا إليها فاجعلوها مسكناً لكم، وقيل: قالوا: ادخلوا الكهف لكيلا يلحقكم الطلب، وقيل: دخلوا وناموا للتعب الذي لحقهم، فألقى اللَّه عليهم النعاس «يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ» أي: يبسط عليكم من نعمته، قيل: خرجوا بغير زاد توكلاً على اللَّه وكفاهم اللَّه أمر المطعم والمشرب، وقيل: ينجيكم من أعدائكم برحمته «وَيُهَيِّئْ لَكُمْ» أي: ييسر ويسهل لكم «مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا» قيل: ما ترفقون به في معاشكم، وقيل: رزقاً رغداً.