قوله تعالى: {نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى 13 وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا 14 هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا 15 وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا 16}
  · الأحكام: تدل الآية على أنه أجاب دعاءهم، وزاد في هداهم، وحفظهم عن المكاره.
  تدل الآية على أن الهدى قد يكون من باب الألطاف.
  وتدل على أن المؤمن قد يكون له لطف يزيده هدى.
  وتدل على عظيم منزلة من يقول كلمة حق عند سلطان جائر.
  وتدل على أن كل قول بغير حجة فهو قول باطل.
  وتدل على أنه لا ظلم أعظم من كذب على اللَّه تعالى، فيدخل فيه الْمُجْبِرَة
  والمشبهة وسائر البدع.
  وتدل على أن أفعال العباد حادثة من جهتهم من وجوه:
  منها: أنه أثبت لهم الإيمان مضافاً إليهم ثم زادهم هدى، فلو كان الإيمان خلقه لما صح ذلك.
  ومنها: قوله: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} ولو كان جميع ما يقوله الكفار والمبتدعة خلقاً له تعالى لكان هو المفتري على نفسه، تعالى اللَّه عن ذلك علواً كبيرا.