قوله تعالى: {وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه ذلك من آيات الله من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا 17 وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا 18}
  (اطلعت) أصله من الطلوع، طلعت الشمس طلوعاً، والمطلع: موضع طلوعها، واطلع عليه إذا تقحم، وأطلعتك على الأمر إطلاعاً، والطلاع ما طلعت عليه الشمس، والطلعة: الرؤية، وامرأة طلعة تكثر التطلع، ونفس طلعة: تتطلع الشيء، ومنه: طليعة القوم، وهو من يبعث ليتطلع العدو.
  · الإعراب: «إذا طلعت» موضعه نصب على الحال.
  و «رعباً» نصب لأنه مفعول ما لم يسم فاعله، والاسم الكناية في قوله: «لملئت» كقوله: ملئ زيد رعباً، وإنما يرفع اسم ما لم يسم فاعله، لأن الفعل أسند إليه فأشبه الفاعل.
  «ذات اليمين» ظرف، أي: في ذات اليمين.
  · المعنى: ثم بين تعالى حالهم في الكهف، فقال سبحانه: «وَتَرَى» يا محمد، وقيل: أيها الإنسان «الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ» أي: تميل الشمس وقت طلوعها وهي الغداة عن كهفهم من جهة اليمين «وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ» يعني غربت الشمس تقطعهم في «ذَاتَ الشِّمَالِ» يعني أنها تجوزهم منحرفة عنهم لا يقع عليهم