قوله تعالى: {وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه ذلك من آيات الله من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا 17 وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا 18}
  منها شيء، عن الأصم، وأبي مسلم. من قولهم قرضته أي: قطعته، وقيل: تعطيهم اليسير من شعاعها ثم تأخذها بانصراقها في قرض الدراهم التي ترد، عن أبي علي. لأن ضوءها عند الغروب يقل، وقيل: تقرضهم تدعهم، عن ابن عباس. وقيل: تجاوزهم، عن مقاتل. قال أبو عبيد: قرضت الموضع جاوزته، وقيل: تتركهم، عن مجاهد. يعني لا يصيبهم حر الشمس وأذاها، وقيل: كان الكهف في مقنوة من الجبل مستقبل بنات نعش، تكاد الشمس تميل عنه في طلوعها وغروبها لا يؤذيهم حرها «وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ» أي: في ناحية متسعة، قيل: في فضاء منه، عن قتادة. وقيل: كان متسعاً إذا دخل الكهف لا يرى من كان ببابه، وينالهم نسيم الريح، ولا يؤذيهم حر الشمس، فأخبر تعالى عن لطفه بهم وحفظه إياهم في مضجعهم، واختياره لهم أصلح المواضع لرقادهم، فأخبر بأنه بوأهم مكاناً من الكهف مستقبلاً بنات نعش، تميل عنهم الشمس طالعة وغاربة كيلا يؤذيهم حرها أو تغير ألوانهم أو تبلي ثيابهم، وهم في متسع ينالهم روح الريح، قال أبو علي: كان باب الكهف يلي ناحية القطب، وكان لا تسقط عليه الشمس شرقاً ولا غرباً، وقيل: إن المراد أن طلوع الشمس وغروبها ينبسط على