قوله تعالى: {وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه ذلك من آيات الله من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا 17 وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا 18}
  جميع الأرض إلا ما كان هناك ساتر وكان لا سبيل لها أن تنالهم إذا طلعت أو غربت، عن الأصم وأنكر ما قاله أبو علي وغيره لأنه لا اختصاص لهم به (ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ) قيل: ذلك النوم والراحة والحفظ من آيات اللَّه، وكان جزاؤهم على طاعتهم ليعتبر به غيرهم، وقيل: «ذلك» أي: ما ذكرنا من شأنهم «مِنْ آيَاتِ اللَّهِ» حججه، فمنها: نومهم ثلاثمائة سنة وتسع سنين متصلة، وبقاءهم أحياء من غير غذاء في تلك المدة، وبقاء أجسادهم وثيابهم على حالة واحدة ولم تجر العادة به إلى غير ذلك، وقيل: اختيار اللَّه لهم مثل ذلك الموضع وتقلبهم «مِنْ آيَاتِ اللَّهِ» حججه ومعجزاته على أنبيائه، وقيل: كان جميع ذلك معجزة أظهرها اللَّه تعالى على نبي معهم وهو أكبرهم، عن أبي علي. وقيل: آيات اللَّه على قدرته وحكمته، وقيل: من آياته أن من أطاعه وتوكل عليه كفاه، ومن عصاه عاقبه «مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ» يعني من يثبته ويهديه إلى ثوابه وكرامته فهو المهتدي والناجي، ومن يضلله عن نيل ثوابه وجنته فلا يكون له ولي ولا ناصر ولا وادٍّ يرشده ويهديه، عن أبي مسلم. وقيل: أراد من يقبل عن اللَّه هداه فهو المهتدي، وأن الضال من لا يقبل عنه ويقبل من الشيطان، عن الأصم. وقيل: من يحكم بهداه فهو المهتدي، ومن يحكم بضلاله فهو يضل، وقيل: من وجده هادياً فهو المهتدي،