التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه ذلك من آيات الله من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا 17 وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا 18}

صفحة 4376 - الجزء 6

  وقيل: من وجده ضالاً لا يجد أحداً ينصره «فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا» ناصرًا، وقيل: وادًّا «مُرْشِدًا» أي: يرشده «وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً» منتبهين «وَهُمْ» نيام في الحقيقة، قيل: نقلبهم يمنة ويسرة، وقيل: كانت أعينهم مفتوحة ويتنفسون ولا يتكلمون، عن أبي علي وجماعة. «وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ» يعني مرة على الجنب الأيمن ومرة على الجنب الأيسر لئلا تؤذيهم نداوة الأرض، ولا يؤلمهم الكون على شق واحد، وقيل: كان يقلبهم في السنة مرة لئلا تأكل الأرض لحومهم، عن ابن عباس. وقيل: كان يوم عاشوراء يوم تقلبهم، وقيل: كان في كل سنة تقليبان، عن أبي هريرة. «وَكَلْبُهُمْ» قيل: كان الكلب معهم، وقيل: كلب راعٍ معهم، وقيل: كلب طباخهم، واختلفوا في لونه، فقيل: أسمر، عن ابن عباس. وقيل: أصفر، عن مقاتل. واختلفوا في اسمه، قيل: ريان، عن أبي علي. وقيل: قطمير، عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والضحاك، والأصم. والوصيد الباب، عن ابن عباس. وقيل: كان الكلب بباب الفجوة، عن أبي علي. وقيل: الوصيد الصعيد وهو التراب، عن سعيد بن جبير، ورواية عن عطية عن ابن عباس، وقيل: الوصيد عتبة الباب، عن عطاء. وقيل: الوصيد البناء، عن [القتبي]. «لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ» أي: لو رأيتهم في كهفهم على حالهم أيها الإنسان «لَوَلَّيتَ» أعرضت عنهم فرارًا «وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً» أي: خوفاً، وقيل: ألبسهم اللَّهُ من الهيبة