التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم قالوا ربكم أعلم بما لبثتم فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا 19 إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا 20}

صفحة 4377 - الجزء 6

  لئلا يصل إليهم واصل ولا تمسهم يد حتى يبلغ الكتاب أجله ويوقظهم آية وعبرة، وقيل: كانوا في مكان موحش من رآه فر، ولا يمنع من أن الكفار لما أتوا باب الكهف فزعوا من وحشة المكان فسدوا باب الكهف ليهلكوا فيه، فجعل اللَّه تعالى ذلك سبباً ولطفاً حتى لا ينالهم مكروه من سبع وغيره، ليكونوا محروسين من كل سوء، وقيل: كان يهول منظرهم لأنهم كانوا يتقلبون فاتحة أعينهم، عن الكلبي. وقيل: لطول شعرهم وأظفارهم يأخذ الرعب منهم، وقيل: إنه تعالى منعهم بالرعب لكي لا يراهم أحد، عن تفصيل الرعب اللَّه أعلم بهم وهو الوجه.

  · الأحكام: تدل الآية على لطف اللَّه تعالى لمن أطاعه دينًا ودنيا، وحفظه وحياطته.

  ويدل قوله: {ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ} أن الأدلة يحتاج إليها لصحة النظر.

  وتدل على فساد التقليد.

  وتدل الآيات على شمول نعمه على أولئك على ما بينا من قبل.

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا ١٩ إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ٢٠}