التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم قالوا ربكم أعلم بما لبثتم فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا 19 إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا 20}

صفحة 4379 - الجزء 6

  · الإعراب: الكاف في قوله: «وكذلك» كاف التشبيه، تقديره: كما حفظناهم في تلك المدة بعثناهم عن تلك الرقدة لنعرفهم عجيب أمرنا وعظيم صنعنا، وأحد الأمرين كالآخر في أنه لا يقدر عليه سواه، وقيل: كما أنمناهم بعثناهم، عن أبي علي. وقيل: كذلك بعثناهم أي: على الحالة التي وقدوا عليها بعثناهم لم يتغير شيء من ذلك، عن الأصم. وقيل: لما فعلنا بهم الأمور العجيبة كذلك بعثناهم من نومهم فقال: «وكذلك» جواب الأمر بالفاء. «وليتلطف» عطف عليه.

  · المعنى: ثم أخبر تعالى عن حالهم بعد نومهم فقال «وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ» أي: أيقظناهم من رقدتهم «لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ» ليتحدثوا بينهم ويسأل بعضهم بعضاً «قَالَ قَائِل مِنْهُمْ» قيل: القائل رئيسهم، وقيل: واحد منهم «كَمْ لَبِثْتُمْ» في نومكم، قيل: راعهم ما فاتهم من الصلاة فقالوا ذلك. «قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ» وقيل: أخبروا بذلك على غالب ظنهم ولذلك وقع السؤال؛ لأن النائم لا يعلم مقدار نومه، وقيل: دخلوا في الكهف غدوة وناموا واستيقظوا في آخر النهار ورأوا الشمس قالوا: يوماً،