قوله تعالى: {وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم قالوا ربكم أعلم بما لبثتم فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا 19 إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا 20}
  يعني أهل المدينة وأصحاب الملك «إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ» يعلموا مكانكم قيل: يشتموكم ويؤذوكم، عن ابن جريج، كأنه يرجمه بالقول القبيح، وقيل: يرجموكم بالحجارة حتى يقتلوكم، عن الحسن، والأصم، وأبي علي. وقيل: كان في عادتهم القتل بالرجم وهو أخبث القتل «أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ» أي: أو يعيدوكم في دينهم وهو الكفر «وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا» قيل: إن عدتم في الكفر وارتددتم لا تفلحون أبداً أي: لا تصلون إلى خير من ثواب اللَّه ورحمته.
  ومتى قيل: من أكره على الكفر فأظهره فإنه يفلح، فكيف تصح الآية؟
  قلنا: نحن لا نعلم بشرعهم كيف كان، ويجوز أن يكون في ذلك الوقت لا تجوز التقية.
  · الأحكام: قال الأصم: دلت الآية أنه لم يكن في الكفر تقية عنده، ويجوز أنه أراد إظهار الإكراه.
  ومتى قيل: ما معنى الإطلاع عليهم بعد نومهم أو موتهم؟
  قلنا: لطفاً وحجة على من ينكر البعث على ما روي في الخبر.