التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها إذ يتنازعون بينهم أمرهم فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا 21}

صفحة 4383 - الجزء 6

  والمنازعة: المخاصمة، نازعت فلاناً، وأصله من نزعت الشيء من مكانه نزعاً.

  والمسجد: موضع السجود.

  · الإعراب: كاف (كذلك) للتشبيه أي: كما بعثناهم ليتساءلوا أعثرنا عليهم ليعلموا، وقيل: كما أخفينا حالهم من قبل أعثرنا عليهم، عن أبي علي.

  «مسجداً» نصب ب (لَنَتَّخِذَنَّ).

  · المعنى: ثم بيَّن تعالى حالهم بعد الإطلاع عليهم، فقال سبحانه: «وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ» أي: أطلعنا وأظهرنا عليهم أهل البلد حتى رأوهم وعلموا حالهم «لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ» أي: ليستدلوا بحالهم على صحة البعث، وأن وعد اللَّه حق بإحياء الخلق بعد الموت حق فيعلموا ذلك.

  ومتى قيل: لماذا أضاف العثور عليهم إليه؟

  قلنا: لأن أهل البلد إنما عثروا عليهم بألطافه، فاستدلوا بذلك على صحة البعث.