التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا 22 ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا 23 إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا 24 ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا 25 قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والأرض أبصر به وأسمع ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا 26}

صفحة 4389 - الجزء 6

  وقيل: نزل قوله: «وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ» فقالوا: أياما أو شهورًا أو سنين؟ فنزل: «سِنِينَ»، عن الضحاك، ومقاتل.

  · المعنى: ثم بين تعالى مدة لبثهم وتنازعهم في عددهم، فقال سبحانه: «سَيَقُولُونَ ثلاثةٌ» رجال و «رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ»، «وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهم كَلْبُهُمْ» قيل: هذا قاله نصارى نجران، وقيل: غيرهم، وتقديره: سيقول بعض الخائضين، وقيل: أراد اليهود، عن الأصم. «رَجْماً بِالْغَيبِ» قيل: قذفاً بالظن من غير يقين، عن قتادة. «وَيَقُولُونَ سَبْعَة وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ» قيل: هذا من قول المختلفين، وقيل: بل من قول المسلمين «قُلْ» يا محمد «رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ» قيل: قليل من الناس، عن قتادة. وقيل: قليل من أهل الكتاب، عن عطاء. قال ابن عباس: أنا من أولئك القليل الَّذِينَ يعرفونهم، هم سبعة وثامنهم كلبهم، فيحتمل أن يكون بن عباس عرف ذلك من جهة الرسول ÷، ويحتمل أنه علم ذلك بالآية لدخول الواو لأنه لتحقيق الكلام، وقيل: ذلك القليل هو النبي ÷ لأنه عرفه ذلك، عن أبي علي. «فَلا تُمَارِ فِيهِمْ» أي: لا تجادل في شأنهم وعدتهم «إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا» قيل: لا تجادل إلا بقول ظاهر تنطق به الحجة، ويقر به الناس، وقيل: إلا بما أظهرنا لك من أمرهم، عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والضحاك. يعني بما قص اللَّه عليك في كتابه، يقول حسبك ما قصصت عليك فلا تمار فيهم «وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا»، وقيل: إلا مراء يشهده الناس ويحضرونه