قوله تعالى: {سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا 22 ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا 23 إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا 24 ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا 25 قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والأرض أبصر به وأسمع ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا 26}
  مفسدة، وفيه تنفير، ولأنه يجوز أن لا يستثني إذا علم قطعاً، كقوله ÷ لعلي #: «إنك تقاتل الناكثين والفاسقين والمارقين» ونحو ذلك، وإنما يجب الاستثناء في المجوزات لأنه لا يؤمن كونه قبيحاً نحو قوله:
  {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ}[الفتح: ٢٧]؛ لأنه كان يجوز أن يموت بعضهم قبل الدخول، ومعنى الكلام: إن عزمت على كل شيء تفعله في غد فتقول أفعله غداً إن شاء اللَّه، عن ابن عباس. وقيل: إنه خطاب للنبي ÷، وقيل: خطاب له ولأمته، وهو الوجه.
  «وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ» فيه وجهان:
  الأول: أنه كلام يتعلق بما قبله، ثم اختلفوا، فقيل: إذا ذكر أنه نسي الاستثناء فليقل إن شاء اللَّه، عن ابن عباس، والحسن، ومجاهد، وأبي العالية. وقيل: فاذكر الاستثناء إذا ذكر شيئاً ما لم ينقطع الكلام، وقيل: اذكر ربك إذا نسيت الاستثناء بأن تندم على ما قطعت عليه من الخبر، عن الأصم.
  والثاني: أنه لا يتعلق بما قبله بل هو كلام مستأنف يتعلق بنفسه، فلا معنى لتعليقه بما تقدم، عن أبي علي وجماعة. ثم اختلفوا، فقيل: اذكر ربك إذا