التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا 22 ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا 23 إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا 24 ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا 25 قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والأرض أبصر به وأسمع ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا 26}

صفحة 4392 - الجزء 6

  عصيت بالاستغفار، عن عكرمة. وقيل: هو في الصلاة إذا نسيت صلاة فصلها إذا ذكرتها، عن الضحاك، والسدي. وقيل: اذكر ربك إذا نسيت شيئاً بك إليه حاجة تذكرة لك، ففيه الأمر بالانقطاع إليه في طلبه، عن أبي علي. وقيل: اذكر ربك إذا تركت ذكره، والنسيان هو الترك، وقيل: اذكر ربك إذا نسيت أمرًا ثم ذكرته فتحمد اللَّه، فإن لم تذكره. فقل عسى أن يهديني ربي.

  «وَقُلْ» يا محمد أو أيها الإنسان «عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا» لما هو أقرب إلى الرشد، قيل: إذا نسيت أمرًا ولم تذكره فقل عسى أن يهديني ربي لما هو أقرب إلى الرشد وهو المسير، وفيه الانقطاع إليه من وجهين: أحدهما: أن يذكره ما نسي، والثاني: إن لم يتذكر دله على ما هو أصلح وأرشد، عن أبي علي. وقيل: عسى أن يهديني في حفظه فيكون أثبت في القلب وأحرى ألا أنساه، وقيل: عسى أن يعطيني ربي من الرشد ما هو أولى من قصة أصحاب الكهف لأنهم سألوه عناداً فقال لعله يأتيني من الأدلة والمعجزات ما هو أولى، عن الأصم. وقيل: عسى اللَّه أن يرشدني لأقرب مما وعدتكم لأخبركم به، وقيل: إنه تعالي أمره أن يستثني فإذا لم يذكر فيقول: «عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا» فيكون ذلك كفارة له، «وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا» قيل: هذا