التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا 22 ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا 23 إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا 24 ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا 25 قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والأرض أبصر به وأسمع ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا 26}

صفحة 4393 - الجزء 6

  خبر عن أهل الكتاب، وقيل: عن اليهود أنهم قالوا ذلك، ولذلك قال: {قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا}، عن قتادة، واستدل بقول ابن مسعود، فقال: لبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين، قال مطر الوراق: هذا شيء قالته اليهود فرد اللَّه عليهم، وجوز أبو مسلم هذا الوجه، وقيل: هذا ليس بصحيح لأنه لا يجوز صرف كلامه تعالى إلى غيره إلا بدليل مع أن فيه وجه حسن، وقيل: بل هو إخبار منه تعالى عن قدر لبثهم وهو ثلاثمائة سنين وتسع، عن مجاهد، والضحاك وغيرهما «قُلِ اللَّه أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا» قيل: بين مقدار لبثهم، ثم قال إن حاجك أهل الكتاب فقل اللَّه أعلم بما لبثوا، فوجب الرجوع إلى غيره، وقيل: معناه اللَّه أعلم بما لبثوا إلى الوقت الذي نزل القرآن فيه، وقيل: اللَّه أعلم بما لبثوا إلى أن ماتوا، وقيل: اللَّه أعلم ولم يخبرهم بذلك، عن قتادة. وقيل: قال أهل الكتاب من لدن دخولهم الكهف إلى الوقت الذي أخرجوا منه، ثلاثمائة وتسع سنين، فرد اللَّه عليهم وقال: «قُلِ اللَّه أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ» يعني أنه عالم الغيب «أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ» قيل: معناه: ما أسمعه للمسموعات وما أبصره للمبصرات فلا يخفى عليه شيء من ذلك، وإخراجه مخرج التعجب على وجه التعظيم له تعالى، كقولهم: أكرم بزيد، وقيل: معناه اذكر للناس ذلك فهو من صفاته أنه سميع بصير فيكون على معنى