قوله تعالى: {واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا 27 واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا 28 وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا 29}
  أهل العربية إدخال الألف واللام في غدوة لأنها معرفة، ولو كانت نكرة لجاز فيها الإضافة كما يجوز غداة يوم الجمعة.
  · اللغة: الملتحد: الملجأ يهرب إليه، وهو تفعيل من اللحد، يقال: لحدت إلي كذا إذا ملت إليه، ومنه: اللحد، لأنه في ناحية القبر، والإلحاد في الدين العدول عن الحق.
  وغدوت الشيء أغدوه إذا جاوزته.
  والإفراط: الإسراف، يقال: أفرط إفراطاً إذا أسرف، فأما فرط قصر.
  والسرادق: المحيط بما فيه مما ينقل معه الأصل، سرادق الفسطاط، وقيل: السرادق ثوب تدار حول الفسطاط، قال رؤبة:
  يا حكم المنذر بن جارود ... سرادق المجد عليه ممدود
  والمهل: حثارة الزيت، ويقال: هو النحاس الذائب.
  والمرفق: ما ارتفقت به أي انتفعت به، والمرتفق: المتكأ، ومنه: ارتفق اتكأ على مرفقه وهو الوسادة، ثم يسمى المكان والمجلس مرتفقا لأن الجالس يتكئ على المرفق فأقيم المرتفق مكان المجلس والمكان، وقيل: هو مأخوذ من الرفق والمنفعة.