قوله تعالى: {واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا 27 واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا 28 وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا 29}
  · الإعراب: {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ} جزم على النفي، ومعناه التهديد بصيغة الأمر ليكون أشد في التهديد من جهة أنه كان مأمورًا بما يوجب إهانته.
  ورفع «الْحَقُّ» قيل: على الحكاية، وقيل: رفع على خبر ابتداء محذوف تقديره: قل هو الحق، وقيل: رفع علي الابتداء وخبره في قوله: «من ربكم».
  {وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} على تقدير: ساءت النار مرتفقاً.
  · النزول: قيل: نزل قوله: «واصبر نفسك ...» الآية، في سلمان وأبي ذر وصهيب وعمار وخباب وغيرهم من فقراء أصحاب النبي ÷، وذلك أن المؤلفة قلوبهم جاءوا إلى رسول اللَّه ÷ عيينة بن حصين، والأقرع بن حابس وأشباههما وقالوا: إن جلست في صدر المجلس ونفيت عنَّا هَؤُلَاءِ وأزواج صنانهم - وكانت عليهم جباب الصوف -
  جلسنا نحن إليك وإنا رؤساء مضر إن نسلم يسلم الناس بعدنا، واللَّه ما يمنعنا من الدخول عليك إلا هَؤُلَاءِ، فنزلت الآية، عن ابن عباس وغيره من المفسرين.
  وقيل: نزلت في أصحاب الصفة، وكانوا سبعمائة وجل، لزموا المسجد يصلون صلاة وينتظرون أخرى، فلما نزلت هذه الآية قال النبي ÷: «الحمد لله الذي جعل في أمتى من أمرت أن أصبر معهم»، عن قتادة.