قوله تعالى: {واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا 27 واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا 28 وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا 29}
  · المعنى: لما تقدم بيان ما سألوا عنه من الصفة عقبها بالأمر بالتلاوة لما أنزل، والكون مع من آمن ووعده، ووعيد لمن لم يؤمن، فقال سبحانه: «وَاتْلُ» أي: اقرأ يا محمد، قيل: ما أوحي إليك في أصحاب الكهف، فإن الحق فيه لا مبدل له، عن القاضي. وقيل: بل هو عام مبتدأ به مستأنف، عن أبي علي «مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ» أي: ما جئتك به من القرآن واتبع ما فيه، وخوفهم بوعده وأعلمهم أنه «لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ» قيل: لا مغير للقرآن، عن الكلبي، وقيل: لا مبدل لوعده ووعيده، عن ابن جرير، وقيل: لا مبدل لكلماته لفظاً ولا لما تضمنه من المعنى «وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ» أي: إن لم تتبع القرآن لم تجد من دون اللَّه «مُلْتَحَدًا» قيل: ملجأ، عن مجاهد، وقيل: موئلاً، عن قتادة. وقيل: حرزاً، عن ابن عباس. وقيل: مدخلاً تهرب إليه، عن الحسن، والأصم. وقيل: معدلاً ومصرفاً ومحيصاً، عن أبي مسلم. «وَاصْبِرْ نَفْسَكَ» أي: احبس نفسك مع أصحابك المؤمنين، ثم وصفهم فقال: «مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ» قيل: يصلون الصلاة على الدوام، وقيل: يذكرون الله «يُرِيدُونَ وَجْهَهُ» أي تعظيمه ورضاه، يريدون بالعبادة رضاه «وَلا تَعْدُ عَيناك عَنْهُمْ» أي: أقبل عليهم ولا تجاوز عيناك عن هَؤُلَاءِ المؤمنين ولا تصرف إلى هَؤُلَاءِ المشركين «تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا» قيل: تريد مجالسة الأشراف، وقيل: هذا نهي للتعريض