قوله تعالى: {واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا 27 واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا 28 وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا 29}
  وقيل: للعاصين «نارًا» وهي نار جهنم «أَحَاطَ بِهم سُرَادقُهَا» قيل: حائط من نار يطوف عليهم، عن ابن عباس. وقيل: سرادقها دخانها ولهبها، قبل وصولهم إليها، عن أبي علي. وقيل: أراد أن النار تحيط بهم من جوانبهم تشبيه بالسرادق، عن الأصم، وأبي مسلم. «وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا» من شدة العطش وحر النار «يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ» قيل: كل شيء أذيب، عن ابن مسعود، وأبي عبيدة، كالرصاص والنحاس، قيل: هو كعكر الزيت إذا قرب إليه سقطت فروة وجهه، يروى مرفوعاً، وقيل: كدردي الزيت، عن ابن عباس. وقيل: هو القيح والدم، عن مجاهد. وقيل: هو الذي انتهى حره، عن سعيد بن جبير. وقيل: هو ما اسود، وجهنم سوداء وماؤها أسود وشجرها أسود وأهلها سود، عن الضحاك. «يَشْوِي الْوُجُوهَ» إذا قربت من الوجوه شوت لحومهم وسقطت جلودهم «بِئْسَ الشَّرَابُ» المهل إذا قرب من الوجه سقطت فيها لحومهم، وإذا شربوا قطع أمعاءهم «وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا» قيل: سكناً، وقيل: مجمعاً)، عن مجاهد. كأنه ذهب به إلى معنى مرافقه، وقيل: منزلاً، عن ابن عباس. وقيل: مقرًا، عن عطاء، وأبي مسلم. وقيل: مجلساً، عن أبي علي، وأبي مسلم، والقتبي.