قوله تعالى: {واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا 27 واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا 28 وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا 29}
  · الأحكام: يدل قوله: {لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ} أنَّه لا خلف في وعيده خلاف قول المرجئة.
  ويدل قوله: {وَلَن تَجدَ} أنَّه لا مهرب سواه فينبغي للعاقل أن ينقطع إليه ويتوكل عليه.
  وتدل الآيات أن الزينة بالدين لا بزينة الدنيا.
  ويدل قوله: {يُرِيدُونَ} أنه ينبغي للعاقل أن يفعل العبادة ويريد بها وجهه.
  وتدل على أنه لا ينبغي أن نعدل من أهل الدين إلى أهل الفساد للثروة.
  ويدل قوله: {وَلَا تُطِعْ} أنه لا طاعة لأحد في معصية اللَّه.
  ويدل قوله: (وَقُلِ الحَقُّ) أن هذا الدين حق وأن الباطل ليس من عنده لذلك قال: {مِنْ رَبِّكُمْ}.
  ويدل قوله: {إِنَّا أَعْتَدْنَا} أن الجنة والنار مخلوقتان خلاف ما يقوله أبو هاشم، إلا أنه يقول: أحمله على أنه سيخلق وهو يعد في حكم اللَّه مثل ذلك كثيرًا في القرآن كقوله: {وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ}[الأعراف: ٥٠] أي: سينادي، وإنما ذكر بلفظ الماضي لتحقيق كونه.
  ويدل قوله {لِلظَّالِمِينَ نَارًا} أن الفاسق من أهل النار خلاف قول المرجئة.
  وتدل على أن اتباع الهوى والكفر فعلهم.