قوله تعالى: {واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا 32 كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجرنا خلالهما نهرا 33 وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا 34 ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا 35 وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا 36}
  · النزول: قيل: نزلت في أخوين من أهل مكة من بني مخزوم مؤمنين، وهو: أبو سلمة عبد اللَّه بن عبد الأسد بن عبد ياليل زوج أم سلمة قبل رسول اللَّه ÷، والآخر كافر وهو: الأسود بني عبد الأسود بن عبد الأسد بن عبد ياليل.
  وقيل: نزلت في رسول اللَّه ÷ وفي مشركي مكة.
  وقيل: هذا مثل لعيينة بن حصين وأصحابه مع سلمان وأصحابه، شبههما برجلين من بني إسرائيل أخوين أحدهما مؤمن اسمه يهوذا، عن ابن عباس، وقيل:
  اسمه: تمليخا، عن مقاتل، والآخر كافر اسمه: قطروس وهما اللذان وصفهما اللَّه تعالى في سورة (الصافات) فكانت قصتهما أنهما كانا أخوين ورثا مالاً، فأنفق المؤمن من ماله في سبيل اللَّه وأنفق الآخر في زينة الدنيا، واحتاج المؤمن فأتاه أخوه فقال. له: أين مالك، فذكر أنه أنفقه في سبيل اللَّه لكي ينال الجنة، فقال: اذهب إنك لمن المصدقين بهذا تقرباً، اذهب فلا شيء