قوله تعالى: {واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا 32 كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجرنا خلالهما نهرا 33 وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا 34 ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا 35 وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا 36}
  لك، فنزلت في قصتهما: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَينِ} وقوله: {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ}[الصافات: ٢٧].
  · المعنى: ثم ضرب اللَّه تعالى مثلًا للفريقين اللذين تقدم ذكرهما، فقال سبحانه: «وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً» لمن تقدم ذكرهم لشبه حالهم ليعلموا حال المؤمن وأنه جمع فقره عند اللَّه وجيه، والكافر مع كثرة ماله مهان «رَجُلَينِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنّتَيْنِ» بستانين أجنها الأشجار «مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا» أي: أحطناهما «بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا» قيل: حول الأعناب النخل ووسط الأعناب الزرع، وقيل: بين الجنتين الزرع، عن الأصم، وأبي علي، وأبي مسلم. «كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ» أي: كل واحدة منهما «آتَتْ» أعطت «أُكُلَهَا» ثمرها تاماً «وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا» قيل: لم تنقص، عن الحسن. «وَفَجَّرْنَا» شققنا «خِلَالَهُمَا» وسطهما يعني وسط الجنتين «نَهَرًا» يجري فيه الماء «وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ» أي: الرجل الكافر ثمر من النخل الذي فيهما، عن أبي علي. وقيل: ذهب وفضة، عن مجاهد. وقيل: صنوف الأموال، عن ابن عباس، وقتادة. وكان له ثمر في الجنتين سوى الأعناب والنخيل من سائر صنوف الأشجار «فَقَالَ» الكافر «لِصَاحِبِهِ» المؤمن «وَهُوَ يُحَاوِرُهُ» يخاطبه ويراجعه الكلام «أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا» قيل: عشيرة ورهطاً، عن أبي مسلم. وقيل: خدماً وحشماً، عن قتادة. وقيل: ولداً، عن