التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا 37 لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا 38 ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا 39 فعسى ربي أن يؤتين خيرا من جنتك ويرسل عليها حسبانا من السماء فتصبح صعيدا زلقا 40 أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا 41}

صفحة 4415 - الجزء 6

  · اللغة: التسوية: جعل الشيئين على سواء.

  والحسبان: الحساب، والحسبان: السهام الصغار، يرمى بها في قسي العجم، عن محارب: كان من رمي الأساورة، والحسبان: الظن، والحسبان: الجراد، وأصل الباب الحساب، ويقال لما يرمى به حسباناً لأنه يكثر لكثرة الحساب.

  والزلق: الأرض المستوية الملساء لا نبات فيها ولا شجر، وأصل الزلق:

  ما يزلق عنه الأقدام فلا تثبت عليه.

  والغور: مصدر غار الماء يغور غوراً، إذا دخل في باطن الأرض بعد ظهرها، وهو غائر، ويجوز هاهنا بمعنى غائر كقولهم: رجل عدل، فوضع المصدر موضع الصفة ولذلك لا يثنى ولا يجمع، وإنما جاز وضع المصدر موضع الصفة للمبالغة في الصفة كما يقال: في وجهه نور ساطع، قال الشاعر:

  تَظَلُّ جِيَادُهُ نَوْحًا عَلَيْهِ ... مُقَلَّدَةً أَعِنَّتُهَا صُفُونًا

  أي: نائحات.

  والطلب: تقليب الأمر لوجدان ما هلك، هذا أصل الباب، ثم يقال لمن أراد