التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا 37 لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا 38 ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا 39 فعسى ربي أن يؤتين خيرا من جنتك ويرسل عليها حسبانا من السماء فتصبح صعيدا زلقا 40 أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا 41}

صفحة 4416 - الجزء 6

  من غيره فعلاً أو أمره به: طالب، والسائل طالب للجواب، وللمتفكر طالب لإدراك ما يتفكر فيه.

  · الإعراب: يقال: ما موضع (ما) من {مَا شَاءَ اللَّهُ

  قلنا: فيه قولان:

  الأول: أنه نصب على أنه جزاء، تقديره: إنما شاء اللَّه، فحذف الألف كما يحذف في: {فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ}⁣[الانعام: ٣٥].

  وقيل: نصب بوقوع «شيئاً» عليه.

  «إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالاً» (أنا) وصل إنما معناه: إن ترني أقل.

  و «يرسل» نصب على تقدير: أن يرسل، عطفاً على «أن» يؤتيني، «غَوْرًا» نصب على المصدر.

  · المعنى: ثم بيّن تعالى جواب المؤمن لأخيه الكافر، فقال سبحانه: «قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ» أي: قال المؤمن لأخيه الكافر «وَهُوَ يُحَاوِرُهُ» أي: يخاطبه ويجيبه «أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ» أي: خلق أصلك من تراب وهو آدم # «ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ» أي: ثم